ذاكرة الأمثال (14).. "دَايْرَهْ تْقَاوِي مِنْ غِيرْ تَقَاوِي"
الأمثال ليست مجرد كلام يقال لمجرد القول أو اللهو وفقط، بل هي ذاكرة تمثل عادات الشعوب ومعتقداتهم وما يؤمنون به، ومضارب الأمثال كثيرة ومتنوعة، ومن هذه الأمثال: "دَايْرَهْ تْقَاوِي مِنْ غِيرْ تَقَاوِي".
يفسر أحمد تيمور باشا المثل موضحا "دَايْرَهْ تْقَاوِي مِنْ غِيرْ تَقَاوِي"، أي: دائرة بين الناس تباهيهم بقدرتها وسعة مزرعتها وهي لا تملك التقاوي؛ أي: البذر الذي تعتمد عليه في الزرع.
ويُضرَب للعاجز المتظاهر بما ليس في طوقه، ويُروَى: "مالك بتقاوي من غير تقاوي، والله حسابك ما جايب همه"، أي: تقديرك في ذلك لا يأتي بما يوازي اهتمامك به.
ويوضح تيمور أنه أحمد عقيدة البرلسي قال في بعض اشعاره من الزجل مخاطبًا نفسه:
كم تقاوي يا أنا من غير تقاوي
جل ربي يا أنا ما قل عقلكْ
فى سبخ نزرع قصب وتقول: بقى لي
غيط وتزعم إن ما في الخلق مثلكْ
لو زرعت الخير مع أهله حصدتهْ
إلا قلبك انحصد من سوء فعلكْ
عشرة الناس من زمان كانت فلاحةْ
والزمان ده يصحبوك من أجل مطمعْ